طريقة و كيف تحثين طفلك على حب المدرسة ( الحضانة) ؟
ثقي يا عزيزتي أنك إذا ذكرتِ المدرسة أمام طفلك كأسلوب للعقاب أو التهديد؛ فأنت هكذا تربين طفلا يكره التعليم منذ نعومة أظافره، وبالتالي فلا تنتظري منه أي تقدم في حياته العلمية.
واعلمي جيداً أن حب الطفل للدراسة لا يأتي من فراغ بل من إعدادك النفسي له، ترغيبك إياه في المدرسة، ولكي لا يكون الانتقال إلى المدرسة مفاجأة لابنك يجدر بك التحضير لأول يوم في الدراسة منذ منتصف العطلة الصيفية بحيث يشعر التلميذ الصغير أن عملية الانتقال إلى النظام المدرسي تتم من دون صدمات أو تبديلات جذرية تحطم ثقته بنفسه أو بالروتين الذي كان اعتاد عليه.
- ومن الأفضل تعيين مواعيد ثابتة للنوم وللطعام في المنزل، شهراً واحداً على الأقل قبل بدء المدرسة، ليشعر طفلك أن الاندماج بالجو المدرسي وبالقواعد المدرسية ليس قهراً بحد ذاته إنما استمرارية للنظام المنزلي.
- اتركي طفلك يشاركك في شراء الحاجات المدرسية وامنحيه مساحة كافية من الحرية في الاختيار؛ ليشعر بمتعة استخدامها فيما بعد .
- في صباح أول يوم للدراسة، أيقظي طفلك قبل موعده المحدد بنصف ساعة؛ لكي يتمكن الولد من تناول فطوره بهدوء من دون تسرع أو هلع.
- لا تتركي حياة ابنك الجديدة غير واضحة المعالم، بل حددي له وقت معين للاستذكار ووقت آخر للعب مع تحديد وقت مشاهدة التليفزيون, والأهم من ذلك تحديد وقت للنوم بما لا يقل عن 8 ساعات يوميا.
- ولكي لا يكره طفلك الدراسة لا تدعيه يشعر أن الحياة تتوقف عند المدرسة والمذاكر بل شجعيه على ممارسة رياضته المفضلة وقضاء بعض الوقت في الاستمتاع بهوايته المحببة .
رياض الأطفال ليست لتعليم القراءة والكتابة
القراءة والكتابة مسألة سابقة لأوانها خلال فترة رياض الأطفال، حيث أن الطفل لا يمتلك الجهاز العضلي المكتمل النمو(خاصة العضلات الصغيرة) الذي يمكنه من مسك القلم والتحكم فيه ولا يكون لديه الجهاز العصبي الكامل أيضا(المراكز العصبية والبصرية) للتركيز والقراءة فكأننا نجبر طفلا في الشهر الخامس من عمره علي أن يمشي علي قدميه، هذا ما أكدته الدكتورة "صديقة علي يوسف" الأستاذة بقسم تربية الطفل بكلية بنات عين شمس لجريدة الأهرام .
والهدف من مرحلة رياض الأطفال ليس تعلم القراءة والكتابة أو إعطاء الطفل مواد تعليمية مثل اللغة العربية والدين والحساب, فهذا الهدف سيتم تحقيقه في المرحلة الدراسية اللاحقة, ولكن ما يجب أن نعني به هو تنمية قدرة الطفل علي النطق والتعبير السليم وتدريبه على انتباه والاستماع والتقاط المعلومات وقضية حبه للقراءة والمعرفة وتنمية قدراته الحركية والعضلية ورعاية وتنمية حواسه الخمس واستخدامها استخداما سليما, وهذا هو عصب العملية التعليمية والتربوية للمرحلة السنية مابين4 و6 سومن خلال ما سبق يكون في استطاعة الطفل أن يحس ويدرك ويري ويفهم من حوله ويتعرف علي البيئة الطبيعية والاجتماعية مما يساعده علي التوافق الاجتماعي والانفعالي, مع تعويده علي احترام رغبات وميول الآخرين من أجل إيجاد التوازن الانفعالي بين رغباته الذاتية ورغبات آخرين وتعليم الطفل القيم الوطنية والجمالية والأخلاقية والدينية لكي يستطيع أن يميز بين الخير والشر, وبين الجميل والقبيح من خلال مواقف سلوكية بسيطة ومجموعة الأهداف هذه يجب أن يتم تناولها كوحدة واحدة متناسقة لا يمكن فصلها عن بعضها البعض ولا يمكن تفضيل هدف علي آخر حتي يتسنى لنا تحقيق الهدف الكلي الشامل, وهو إسعاد الطفل وإعداده ليكون فردا إيجابيا في المجتمع .
هذا كما أكد خبراء التربية أن الحضانة تعمل على تنمية مهارات الطفل الفكرية والجسدية على حد سواء، كما أن إضافة النشاطات المتمثلة في الألعاب أو الأغاني يعمل علي قابلية الأطفال في التقاط الأشياء بسرعة واكتساب المعلومات، فتكون دار الحضانة بذلك أساسا يمهد لانتقاله إلى المدرسة الابتدائية بشكل سلس، نفسياً وعقلياً.
وأضاف الخبراء أن دور الحضانة تعمل علي إدماج الطفل في المحيط الاجتماعي عبر تعوده على مصاحبة فئات من مختلف الأعمار يتفاعل معها يوميا ويتبادل معها مفردات لغوية تساعده على التحاور بسهولة وعلى تكوين أفكار وآراء خاصة به.
مواصفات الحضانة المناسبة للطفل
ونأتي هنا إلي دور الأم في اختيار دار الحضانة المناسبة لطفلها حيث أن علماء النفس يؤكدون أن الأم تقع عليها مسؤولية كبيرة عند اختيار دار الحضانة الملائمة؛ لأن هذه العملية تخضع إلى عدة اعتبارات منها توفر التجهيزات التربوية والنفسية الوافية، وقرب المسافة بين دار الحضانة ومقر العمل أو السكن، فضلاً عن التعرف على مستوى الدار وما تقدمه من رعاية؛ هذا إلا أن هناك ثلاثة محاور هامة عليك الاهتمام بها عند الاختيار :
أولا : المكان
يندرج تحت المكان كل المساحة التي يقضي الطفل فيها وقتًا في الحضانة، مثل الحديقة التي يلعب فيها وغرف الدراسة التي يقضي فيها وقتًا كبيرًا من اليوم :
1- يجب أن تحتوي الحضانة أو الروضة على مساحات واسعة لحركة الطفل، وتحتوي هذه المساحة على الألعاب والعربات والدراجات الصغيرة؛ لأن طفل الحضانة لا يشغل تفكيره إلا المرح واللعب والاستمتاع بالوقت ، ويجب أن تكون هذه الحديقة أو المساحة المخصصة للعب مؤمَّنة بأسوار حديدية مرتفعة ومغطاة بساتر يحمي من أشعة الشمس.
2-غرف الدراسة: - لا بد أن تكون جيدة التهوية بأن يكون هناك أكثر من نافذة تدخل الهواء والشمس إلى المكان.
- إذا تواجدت شرفات في الفصول فلا بد أن تكون مؤمَّنة أيضًا بأسوار مرتفعة حرصًا على حياة الطفل.
- يجب أن تكون مساحة الفصول متناسبة مع عدد الأطفال؛ فالفصل المتوسط الحجم لا يحتوي على أكثر من 15 طفلا حتى يتمكنوا من الحركة بحرية، وحتى تستطيع المعلمة السيطرة عليهم، ولضمان أيضاً حسن التهوية، وعدم انتشار الأمراض .
- كما يجب أن تكون الفصول مكيفة أو على الأقل بها مراوح تلطف من حرارة جو الصيف .
- من المهم جداً أن تحتوي الفصول على الألعاب التربوية التي تنمي تفكير الطفل مثل المكعبات والصلصال والعرائس والقصص حتى لا يشعر بالملل.
ثانيًا: المعلمة
بديهي أن تتأثر شخصية طفلك بمعلمته وسلوكها داخل الفصل؛ لأنه في هذه المرحلة يقلد تقليداً أعمى؛ لذلك هناك شروط هامة يجب أن تتوافر في مدرسة الحضانة :
1- أن تكون تربوية؛ ليكون لديها المعرفة المطلوبة بحقائق نمو الطفل واحتياجاته النفسية والمعرفية، وما الذي يناسبه والذي لا يناسبه.
2- اسألي إدارة المدرسة عن خبرات معلمة طفلك هل هي حديثة التخرج، أم عملت من قبل في هذا المجال، ولا تُحرجي من السؤال فهذا حقك، لأن مستقبل طفلك وشخصيته يتشكلان على أيدي هذه المعلمة .
ثالثاً: المتابعة الطبية
تأكدي من وجود طبيب بالحضانة ليقوم بالإسعافات الأولية للأطفال عند أي إصابة - لا قدر الله - كما يجب أن تطمئني على مرور الطبيب دورياً كل 3 أو 4 أيام للكشف على الأطفال للاطمئنان على صحتهم؛ لأن الأطفال يصابون بكثير من الأمراض؛ فهم أكثر عرضة للمرض من الكبار، ومع وجود الطبيب يستطيع أن يُكتشف المرض مبكرًا؛ فينبه الأم له حتى يبقى الطفل بالمنزل لفترة؛ فلا تنتقل أي عدوى إلى باقي الأطفال .
ويبقي أخيرا الاهتمام والحنان والرعاية من قبل الأم والأب ، فهما مصدر الأمن ومفتاح الآمان لكل طفل في سن الحضانة أولادكم أمانة بين أيديكم فلا تضيعوا الأمانة فتحاسبوا عنها أمام الله يوم القيامة .